ما هو البيكا أو اضطراب العقعقة؟
يقوم الكثير من الأطفال بالتقاط و تناول الكثير من المواد غير الغذائية, من وقت إلى آخر, كتناول الرمال و الأوساخ, للتعرف على طبيعة بيئتهم, و في غالب الأحيان قد يتجاوز الأمر ذلك, إلى الرغبة الشديدة و القهرية لتناول مثل هذه الأشياء, مما قد يكون مؤشرا على تعرضهم لإضطراب يدعى بالبيكا.
يعود اسم البيكا أو اضطراب العقعقة, إلى كلمة لاتينية تشير إلى نوع من أنواع الطيور يدعى بالماجبي, و الذي يعرف بالترجمة العربية العقعق, كما أنه مشهور بشهيته الكبيرة و العشوائية في تناول كل شي أمامه, لذلك يطلق عليه في بعض الأحيان, طير القمامة, و غالبا ما يشيع هذا الإضطراب بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-3 سنوات, و خاصة لدى الأشخاص أو الأطفال ذو العاهات الخلقية, كالتوحد و التخلف العقلي, بالإضافة إلى كونها مشكلة عند بعض النساء الحوامل, أو الأشخاص الذين يعانون من الصرع.
ما هو اضطراب البيكا؟
يعرف البيكا باضطراب أو مشاكل في الأكل, يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة, كالتسمم بالرصاص, و الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد, عن طريق تناول العديد من المواد غير الغذائية, كالطين, و رقائق الطلاء, و الجبص, و الطباشير, و نشا الغسيل, و صودا الخبز, و القهوة, و رماد السجائر, و أعقاب السجائر, و البراز و الجليد, و الغراء, و الشعر, و الأوراق, و معجون الأسنان, و الصابون.
ما هي العلامات التحذيرية التي قد تدل على إمكانية تعرض الطفل لإضطراب البيكا؟
الإستهلاك المتكرر للسلع غير الغذائية, رغم الجهود المبذولة لحصرها, لفترة ما بين شهر أو أكثر.
يعتبر السلوك غير مناسب للطفل, خاصة إذا بلغ مرحلة النمو, أي ما بعد 18-24 شهرا, بحيث لا يعتبر سلوكه جزءا من ممارسة ثقافية أو عرقية أو دينية.
لماذا ياكل بعض الأشخاص عناصر غير غذائية؟
لا توجد أسباب محددة و معروفة عن التعرض لإضطراب البيكا, و لكن ظروف و حالات معينة قد تزيد من مخاطر تعرض الشخص لمثل هذا الإضطراب:
نقص التغذية, كالحديد و الزنك, الذي قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تعويضها, مع العلم بأن معظم العناصر غير الغذائية المتناولة لا تمد الجسم بالمعادن الناقصة.
اتباع نظام غذائي , يحاول بعض الأشخاص اتباع نظام غذائي معين لتخفيف الجوع, من خلال تناول مواد غير غذائية للحصول على الشعور بالإمتلاء.
سوء التغذية, خاصة في البلدان المتخلفة, بحيث يتناول الأشخاص الذين يعانون من اضطراب البيكا التربة او الطين بشكل شائع.
العوامل الثقافية, غالبا ما يكون تناول مثل هذه المواد من الممارسات المعروفة و المنتشرة, بين الجماعات و العائلات, أو الأديان المختلفة.
إهمال الوالدين, عدم الرقابة, أو الحرمان من تناول أطعمة معينة, قد يكون سببا في تعرض البعض لإضطراب البيكا.
المشاكل التنموية, كالتخلف العقلي, و التوحد, و الإعاقة التنموية, و التوحد, أو تشوهات المخ, كالوسواس القهري, و الإنفصام.
الحمل, يحدث مثل هذا الإضطراب لدى النساء الحوامل بشكل متكرر في حال كانت لديهم ممارسات مماثلة في طفولتهم أو قبل الحمل, أو في حال كان لديهم تاريخ للبيكا في عائلتهم.
ينبغي على الآباء مراجعة الطبيب بصورة طارئة, في حال ازدادت حالة الإضطراب الذي يعاني منه أطفالهم, و الذي قد يتمثل بالآتي:
التسمم بالرصاص, من جراء تناول رقائق الدهان التي تحتوي على الرصاص أو التراب الملوث بالرصاص.
الإمساك أو الإسهال( من استهلاك المواد المهضومة كالشعر, و و القماش).
انسداد معوي أو انثقاب, من أكل الأشياء التي تسد أو تجرح الأمعاء.
إصابة الأسنان من أكل المواد الصلبة.
العدوى الطفيلية, من أكل التراب أو البراز, أو المواد الأخرى المصابة.
كما يمكن للطبيب أن يقوم بتقديم المعونة الإستشارية من خلال تقديم النصائح و الإرشادات للوالدين, عن طريقة التعامل مع الأطفال الذين يعانون من هذا الإضطراب, لمساعدتهم في التخلص من هذه المشكلة, بالإضافة إلى العقاقير المناسبة التي يمكن أن يزودها بهم في بعض الحالات المستعصية.